سيول وفيضانات عام 1988م
وأثرها في قرية عمارة :
نعتقد أنه ليس من السهل على أبناء المنطقة وبصفة خاصة أبناء عمارة أن ينسوا كوارث السيول والفيضانات
التي حدثت في
13/8/1988م والتي دمرت الأخضر واليابس وجرفت
القرى في معظم أرجاء الشمالية .
ونحن في عمارة لا يمكن أن ننسى مساء يوم 13/8/1988م إذ قضى أهالي القرية الليل كله في العراء
والمطر يصب غزيراً فوق رؤوسهم ولم يتمكنوا من الدخول إلى بيوتهم التي كانت تنهار واحدة تلو الأخرى
وفي هذه الظروف القاسية جداً دوت صرخة داويه إخترقت هدير مياه السيول والأمطار ووصلت إلى آذان
الناس في ذاك المساء الحالك ولكن هيهات لأحد أن يتوقع بأن تلك الصرخة ، صرخة موت ولكنها كانت
الحقيقة المؤلمة .
وفي الصباح الباكر علم الناس بأن السيول قد جرفت مع المنازل والبهائم أسرة مكونة من أم في مقتبل العمر
ومعها طفلين الأول 5 سنوات والآخر 3 سنوات وبعد بحث مضنٍ وطويل وجدوا الجثث وواروهم الثرى و
عندما إنتوا من ذلك وجدوا أن الفجيعة كبيرة والخسائر في الأموال والأملاك فادحة ، إذ أن معظم البيوت قد
سويت بالأرض
والمرافق العامة دمرت تماماًً .
وعندما أفاقت عمارة من صدمتها ومصابها الجلل وجدت أن القرية دمرت تماماً من قوة السيول والأمطار وأن
بنيتها الأساسية قد إنهارت تماماً . وهم يعيشون هذه الظروف الصعبة نفض أبناء عمارة الغبار عن أنفسهم
ومنذ الساعات الأولى شكلت اللجان وغرف العمليات داخل عمارة وفي الرياض والخرطوم في تكاتف مميز جداً
أشادت به المنطقة
كلها وكان لجمعية أبناء عمارة بالمملكة دوراً
بارزاً في إعمار القرية .
نعم تضافرت الجهود وبدأت مسيرة البناء حتى وصلنا إلى إنجاز 90% من البنية الأساسية لقريتنا الحبيبة من
منازل ومرافق عامة ومشاريع ومساجد حتى أصبحت عمارة بثوبها الحالي ولم نصل إلى هذا إلا بالتكاتف –
نعم بالتكاتف وهي كلمة يتداولها الجميع ولكن بالنسبة لنا نحن أبناء عمارة ، فالتكاتف واقع معاش أينما كنا
مما يميزنا عن غيرنا .
وعاش تكاتف أبناء
عمارة وسلمت من كل سوء .